Skip to main content

أذربيجان : التاريخ والجغرافيا

تقديم عام:

آذربيجان أو رسميا ما تسمى بجمهورية أذربيجان هي دولة تقع في جنوب القوقاز. تقع أذربيجان في غرب حوض بحر قزوين. تحدها من الشمال روسيا (داغستان) ، ومن الشمال الغربي جورجيا ، ومن الغرب أرمينيا ، ومن الجنوب الغربي تركيا ، ومن الجنوب إيران، سبق لأرمينيا أن احتلت جزءًا من أراضي أذربيجان (منطقة ناغورني كاراباخ و سبعة مقاطعات إدارية متجاورة) في 1988-1994 وتأسست هنا ما يسمى بجمهورية ناغورني كاراباخ ، والتي لم تعترف بها أي دولة. وتشترك أذربيجان أيضًا في حدودها مع تركمانستان وكازاخستان وإيران وروسيا في قطاع بحر قزوين.

ويبلغ عدد سكان أذربيجان حوالي 9,6 مليون نسمة، وتعد باكو هي العاصمة الإدارية لجمهورية أذربيجان، كما أنها تتوافر على مجموعة من المحميات الطبيعية، وتسع منتزهات وطنية، بالإضافة إلى خمس جزر: كورا ديلي، بيرالهي، تشيلوف، خارا زيرا، بويوك زيرا.

كما تحتل أذربيجان المرتبة الدولة التاسعة عشرة في العالم من حيث احتياطي النفط المكتشف، والمرتبة 23 في العالم من حيث إنتاج النفط. أذربيجان الدولة الثامنة والعشرون في العالم من حيث احتياطيات الغاز.

موقع أذربيجان في الخارطة

تاريخ أذربيجان:

استطاع الشعب الآذري من خلال مساره التاريخي الطويل أن يخلق ثقافة متنوعة وغنية سواء من خلال تراثه التاريخي والفني، أو من خلال موقعه الجغرافي الذي ساهم بشكل كبير في بلورة تاريخه الحضاري القديم والحديث، فجبال القوقاز الرئيسية في الشمال، وبحر قزوين في الشرق ومنطقة سلطانية زنجان همدان في الجنوب، شاهدة على إحدى أقدم المراكز الثقافية والجغرافية التي ساهمت في تعزيز بناء الحضارة الآذرية.

ويعود تاريخ الشعب الأذربيجاني الى ما يقرب من 5000 سنة، كما أن الدول التي تعاقبت على حكم البلاد من قبل الميلاد لعبت دورا مهما وأساسيا في صنع التاريخ السياسي والعسكري في المنطقة، وكانت لها أيضا علاقات وثيقة مع الحضارات السومرية والآشورية والكلدانية الواقعة في العراق ما بين دجلة والفرات، ومن أبرز الدول التي ذكرها التاريخ والتي تعاقبت على إدارة الأراضي الأذربيجانية: كانت هناك دولة مانا، ومملكة السكيثيان وأتروباتينا، ولعبت هذه الدول دورا مهما في تعزيز ثقافة التدبير الإداري في أذربيجان وكذلك في التاريخ الإقتصادي والثقافي للبلد.

 

وفي القرن الثالث للميلاد:

تعرضت أذربيجان للاحتلال من قبل الإمبراطورية الساسانية الفارسية، كما لعبت القوميات التركية دورا مهما في تشكيل أغلبية سكان البلاد، وعلى رأس هؤلاء أتراك الأوغوز الذين شكلوا السواد الأعظم من سكان أذربيجان ولعبوا دورا كبيرا في تكوين أمة واحدة، لتحتل بذلك اللغة التركية أهمية كبرى في تكوين مصطلح الأمة الواحدة والشعب الواحد.

كانت أذربيجان من بين الدول التي خضعت للفتح الإسلامي كغيرها من البلدان التي كانت تقع في منطقة ما يسمى تاريخيا بمنطقة الباب: أي مدخل بلاد القوقاز، فقد ساهم الإسلام في إنهاء سيطرة الإمبراطورية الساسانية على أذربيحان وأدى إلى تأسيس الوحدة الدينية بين المجموعات العرقية التركية وغير التركية، وكذلك تكوين تقاليد مشتركة في معظم الأراضي الآذرية وترسيخ عملية الإندماج بالإضافة إلى توحيده لجميع القوميات الآذرية تحت علم إسلامي لمجابهة الإمبراطورية البيزنطية التي سعت لإخضاع جنوب القوقاز كله للعقيدة المسيحية.

لكن بعد ذلك مع ضعف الخلافة وانهيار السلطة المركزية في العالم الإسلامي، تعاظم دور الإمارات المحلية التركية في القوقاز، مثل إمارة شيروان شاه ورفاديش وحكام شيكي والسلاجقة ودول الخانات – المغول – والجلائرين ودول أق قويونلو وكذلك الصفويين، كل هذا أدى الى تنوع وامتزاج الثقافات في اذربيجان ما بين ثقافة تركية وفارسية تركت أثرها على النقوش والمنحوتات والفن المعماري الّأذري، ففي عهد دولة آق قويونلو مثلا: تمت ترجمة القرآن الكريم الى اللغة الأذرية، وذلك في عهد السلطان الأذربيجاني حسن أوزون.

خضعت بعد ذلك أذربيجان للعديد من السلالات أبرزها الدولة الصفوية الإيرانية ثم الدولة الأفشارية، ومع مطلع القرن التاسع عشر، قامت روسيا القيصرية باحتلال أذربيجان ونقل السكان الأرمن بشكل جماعي الى الأراضي الأذربيجانية المحتلة في جنوب القوقاز، وخاصة في مناطق الكاراباخ الجبلية – خانات يريفان وناختشفان – وإنشاء مقاطعة أرمينية بشكل مصطنع، ثم لجأت بعد ذلك روسيا القيصرية إلى سيناريو تسليح الأرمن في مواجهة الأتراك المسلمين لارتكاب مذابح ضد الأذربيجانيين.

ولم يكن الحال أحسن بعد سقوط روسيا القيصرية وتأسيس حكومة البلاشفة في العهد السوفييتي، فقد ارتكب البلاشفة إبادة جماعية في حق الشعب الأذري في مارس 2018، لتخضع بعدها أذربيجان للحكم اتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية تحت اسم جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفييتية، الى أن حصلت بعد ذلك على استقلالها رسميا سنة 1991 إثر تفكك المنظومة الشرقية برئاسة حيدر علييف.

جغرافيا أذربيجان

تبلغ مساحة جمهورية أذربيجان 86,6 ألف كم، ويبلغ الطول الإجمالي لحدودها 3489 كيلومتر. 825 كم منها حدود مائية، كما تقع على الجزء الشرقي من جنوب القوقاز، وعلى الشاطئ الغربي لبحر قزوين. 11.5 من أذربيجان تتكون من الغابات، ومن أحواض المياه ومن الأراضي المزروعة، وتنقسم أراضي البلاد الى خمس مناطق جغرافية: أربع منها – القوقاز الكبرى، القوقاز الصغرى، ناختشفان أر، لانكاران – وهي مناطق جبلية.

كما تتوافر أذربيجان على 344 بركان في شرق أذربيجان وحوض بحر قزوين من بين 2000 بركان طيني، بالإضافة الى 100 بركان في شبه جزيرة أبشيرون وشماخي وجوبوستان، ومنطقة شيرفان الجنوبية الشرقية، وأرخبيل باكو في جوبوستان.

ويتميز المناخ في اذربيجان بأنه شبه استوائي وجاف، مع شتاء بارد وصيف حار وجاف، بشتاء معتدل، وصيف شديد الحرارة، كما توجد أنواع مناخية معتدلة الحرارة أو جافة أو رطبة، وتتميز أيضا منطقة الغابات الجبلية بطقس شديد البرودة.
ويبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء في أذربيجان أربع درجات مئوية ومتوسط درجة الحرارة في الصيف 26 درجة مئوية.

بعض أهم المراكز الأثرية والثقافية في أذربيجان:

 

المتحف الوطني للأدب الأذربيجاني – نظامي كنجافي:

المتحف الوطني للأدب الأذربيجاني الذي يحمل اسم نظامي كنجافي هو مؤسسة بحث علمي تقع في باكو. تأسست عام 1945.

تم تسمية متحف الأدب الأذربيجاني ، على اسم الشاعر الأذربيجاني نظامي كنجافي. تم توسيع المتحف وإعادة بنائه بشكل كبير ، له دور كبير في جمع والبحث وحماية الأموال العلمية والمعارض للمواد المتعلقة بالأدب والثقافة الأذربيجانية.

 

قصر خان شاكي:

هو احد أهم المآثر المعمارية القديمة التي يعود تاريخها إلى حكم الخانات.

 

قصر الإسماعيلية:

هو أحد القصور المتواجدة في العاصمة باكو، ويتكون تصميمه الهندسي من طابقين والواجهة، وهو في الوقت الحاضر يتخذ كمقر للجنة التنفيذية الدائمة لأكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية.

Leave a Reply